من أصعب الجراح التي يمكن أن تواجهها اي زوجة هي "الخيانة الزوجية"، فهي لا تمر عليها مرور الكرام أبدا، فهي جرح غائر في صدرها، طعنة لا يمكن أن تنساها مهما مر عليها الزمن، تعاني فيها من الآلام النفسية والجسدية المبرحة، ولا تطيب إلا بعد عناء شديد جدا.
وتزيد المعاناة ويزيد الألم كلما كانت الزوجة محبة ومخلصة لشريك حياتها، فلم يشفع لها الحب ولا التضحية لديه، فقام بالخيانة دون أي رادع، ولم يكبح رغبته في الخيانة من أجلها، فتراه شخص أناني لا يقدرها ولا يهتم إلا بنفسه، فقد إعتاد أن يأخذ ولا يعطي، إعتاد أن يستقبل الحب والحنان والدعم والمساندة دون أي عطاء أو تضحية.
ولا يمكن وصف ما تعانيه المرأة من ألم بعد صدمة الخيانة، ولن يدرك الأمر إلا من تعرض للخيانة بالفعل من شريك الحياة، ومن مر بنفس الموقف الصادم الصعب، فهو يظل أسير تلك الذكرى السلبية المؤلمة إلى أن يعافيه الله عز وجل.
بعض الزوجات تحاول التعامل مع هذه التجربة السيئة بنوع من أنواع الحكمة، وهن قليلات جدا، هؤلاء الذين يمكن أن يكبحوا جماح الغضب والغيرة ويستعيدوا حياتهم الزوجية مرة أخرى بصورة أفضل، وهو أمر يحتاج لامرأة قوية ذات حكمة وذات قلب كبير لتغفر وتسامح وتبدأ من جديد.
فماذا إذا عن المرأة التي لا يمكن أن تنسى أو تغفر؟
- في البداية عليكِ أولا أن تدركي أنكِ لست سببا في خيانة زوجك إذا كنتِ زوجة مخلصة وغير مقصرة بحقه، فلا تهتزي ولا تفقدي ثقتك بنفسك، يجب أن تتوقفي عن توبيخ ذاتك حتى لا تضعف من ثقتك بنفسك أو ربما تفقديها نهائيا.
- يجب أن تعاقبي شريك حياتك بالتجاهل والنسيان حتى يدرك جيدا حجم الخطأ الذي ارتكبه بحقك، فلا تغفري سريعا، خذي وقتك في التعافي، فمن الضروري جدا أن تضعي من يخونك في القالب الذي يليق به، فلا تحاولي التقرب منه أبدا إلا بعدما يدرك خطيئته جيدا.
- عليكِ الانشغال ببعض الأمور الخاصة بكِ بعيدا عن شريك حياتك، حتى تستطيعي النسيان وتدارك الأمر سريعا، قومي بإشغال نفسك بأهداف جديدة وأعيدي ترتيب أولويات حياتك من جديد، وستجدي أن الحياة بها الكثير من الأشياء التي ستسعدك وتجعلك امرأة مختلفة ومرغوبة.
- لا تفكري في صدمة الخيانة، ابتعدي بالتفكير في الأمور الموجعة، واشغلي نفسك بالزيارات العائلية والتنزه مع صديقاتك، ولا تفتحي اي باب يذكرك بالماضي.
- ناضلي من أجل سعادتك، فإن كنتِ متمسكة بزوجك وبيتك وأبنائك، عليكِ بحب نفسك أولا، جددي نفسك وجمالك وثقافتك، اخلقي لنفسك الحياة التي ترغبين بها، فكلما كنتِ واثقة من نفسك ومن طموحاتك ستستردي زوجك سريعا وتجعليه يشعر كم أخطأ بحقك، فيحاول مداوة جراحك لكسب ودك وثقتك من جديد.