تتزايد المخاوف من فقدان ملايين الفارين من القتال المستمر في الخرطوم منذ أكثر من 7 أشهر، المأوى، بعد بدء إجلائهم من المدارس والمؤسسات التعليمية، التي كانت تؤوي أكثر من 70 بالمئة من نحو 4.6 ملايين نازح في مختلف مدن البلاد.
وفي ظل شح كبير بالوحدات السكنية، التي تضاعفت أسعارها بأكثر من 6 مرات في معظم المدن التي لجأ لها النازحون، بعدما فقد نحو 80 بالمئة منهم مصدر دخلهم إثر اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في منتصف أبريل، يزداد مصير هؤلاء غموضا.
وتتفاقم أوضاع النازحين سوءا في ظل اتساع رقعة الجوع، الذي تقول الأمم المتحدة إنه يحاصر نحو 25 مليون من سكان البلاد المقدر تعدادهم بنحو 42 مليون نسمة.
وأظهرت صور نشرها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي المئات من النازحين وهم يتجمعون في العراء، بعد إخراجهم من مبنى يتبع لإحدى المؤسسات التعليمية في مدينة القضارف بشرق السودان.
وتمتد المخاوف إلى المدن الأخرى، التي قررت السلطات استئناف الدراسة فيها خلال الأيام المقبلة، رغم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها البلاد واستخدام معظم مباني المؤسسات التعليمية لإيواء النازحين.
ويواجه النازحون بالفعل أوضاعا إنسانية وصحية بالغة التعقيد بسبب غلاء الإيجارات وارتفاع اسعار السلع الغذائية والخدمات، بعد تراجع قيمة الجنيه السوداني، حيث يتم تداول الدولار الواحد بأكثر من ألف جنيه مقارنة بنحو 600 جنيها قبل الحرب.
ويعتبر السودان حاليا أكبر دولة تشهد نزوحا داخليا، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد الذين فروا من مناطق القتال إلى المناطق الأقل خطورة بنحو 65 بالمئة من مجمل 7 ملايين فضّل بقيتهم عبور الحدود إلى بلدان مجاورة.