ومن خير العبد أن يُحاسب نفسه قبل أن يقول ولا ينفعه القول، وفي هذا الشأن قال الله سبحانه وتعالى "يا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّه" (الزمر – 56)، وقوله الله سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَد" (الحشر – 18).
ويقول فضيلة الشيخ عبدالرازق البدر أنه من وسائل الثبات على الحق والهدى أن يحرص المرء على صلاح قلبه وسلامته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول "ألا إن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"، ولهذا ينبغي على العبد أن يحرص على صلاح قلبه .وسلامة فؤاده ونقاء سريرته.
ويؤكد فضيلة الشيخ عبدالرازق البدر أن القلب إذا صلح واستقام، استقام البدن لأن البدن يتبعٌ للقلب في الاستقامة، والبدن يتبعٌ للقلب وأيضاً اللسان، ولهذا قيل "المرء بأصغريه"، أي قلبه ولسانه، وقد قال صلى الله عليه وسلم "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكفر اللسان، تقول إنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن إعوججت إعوججنا".
ويشير فضيلة الشيخ عبدالرازق البدر أنه إذا وفق العبد لسلامة القلب وصلاح اللسان صلحت أعماله كلها، ومن الدعوات العظيمة في هذا الباب وهي دعوة مباركة ثبتت عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في معجم الطبراني وغيره من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له "إذا اكتنز الناس الذهب والفضة فاكتنز هذه الدعوات، اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم، واستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب".