تحطم صدرها بضربة من سلاح ضابط فرنسي .. وهلع يصيب المصور الذي التقط صورتها
هي بنت الجزائر الشهيدة الأبية، ولدت في ولاية تبسة بالجزائر، وابتكرت أسلوباً جديداً لحماية شرف النساء خلال الثورة الجزائرية، حيث كانت بمجرد سماع أصوات سيارات العدو الفرنسي، تصعد مباشرة الى سطح منزلها وتصرخ في النساء ليأتين إليها راكضات نحو الحوش "فناء بيتها"، والذي كان مخصصاً لتخزين حبوب القمح والشعير نظراً لظروف الاحتلال.
بعد صراخها عليهن تجتمع الكثير من النسوة من جميع الأعمار ويمسكن بأيدي بعضهن البعض ليتحولن إلى كتلة بشرية متماسكة وقوية، فإذا حاول الجنود الفرنسيين سحب إمراة جميلة للاعتداء عليه مسكت فيها أيدي عشرات النساء فيكون ذلك حائلاً دون الإعتداء عليها.
هذه المرأة الباسلة ابتكرت ايضاً عصير البصل، وكانت تضعه في زجاجات وترش به جسد النساء، حتى عندما يقترب منهن العدو يشتم رائحة كريهة فيبتعد.
وكانت تأمر النساء عند اقتراب العدو أن يتلطخن وجهوهن وأطرافهن بالفحم الموجود على قدور الطهي المصنوعة من الطين والنحاس من ٱثار دخان الحطب، فتصبح المرأة كريهة الشكل فينصرف عنها جنود الاحتلال.
ليس هذا فحسب، فكانت الشهيدة تأمر النساء أيضاً بتلطيخ وجوههن وملابسهن بروث البهائم والوحل لينفر منهن العدو.
وقد ذاع صيت الشهيدة الباسلة لدى جنود الاحتلال، وعرفوا ما تفعله قبل قدومهم، فقام أحد الجنود بتحطيم قفص صدرها بكعب سلاح رشاش كان يمتلكه فاستمرت تتقيأ الدماء لمدة ثلاث أيام حتى فرغ جسدها منه ولفظت ٱنفاسها الأخيرة شهيدة لحماية شرف ذويها وأبناء دولتها.
أما المصور الفرنسي الذي التقط لها صورة وحيدة فقد كتب في مذكراته أنه لم يخف في حياته كتلك اللحظة التي التقط فيها الصورة لهذه المرأة.
إنها الشهيدة غزالة بنت عمار الجزائرية الباسلة التي نجهل عنها الكثير، فكم في تاريخنا العرب مئات النساء اللائي يجب أن نفخر بهم على مرة التاريخ.
كتبت/ أميرة فخري

